
«الجماهير كاس وداير، والصناديق دوارة يا برنس تماما كالميادين»، يعنى، إذا
كنت قد تعلمت من السنين الثلاثة الماضية دروسا ما، فينبغى أن يكون هذا
الدرس أحدها، لذلك لا تضيع وقتك مع من يضيع وقته فى مهاجمة الشعب وتطليع
العبر فيه لأن اختياره الصناديقى لم يعجبه، فتلك حماقة، تشبه تماما حماقة
من يقوم بتمجيد الشعب وتطليعه سابع سماء لأن اختياره الصناديقى وافق هواه.
الانفعالات اللحظية حق مكفول لكل مواطن، لذلك لا تنشغل بمناقشة من يردد كلاما من نوعية «إحنا أعظم شعب فى العالم»، ودع أقرب اشارة مرور مزدحمة تقوم عنك بالمهمة، وغالبا ستجده يردد فيها كلاما من نوعية «إحنا شعب لازم له إبادة جماعية»، وعندها أيضا لا تنشغل بمناقشة كلامه، لأنك ستجده مع أقرب حقنة شحن عاطفى يردد بيقين «إحنا أعظم شعب فى العالم»، وهكذا «دواليه».
الانفعالات اللحظية حق مكفول لكل مواطن، لذلك لا تنشغل بمناقشة من يردد كلاما من نوعية «إحنا أعظم شعب فى العالم»، ودع أقرب اشارة مرور مزدحمة تقوم عنك بالمهمة، وغالبا ستجده يردد فيها كلاما من نوعية «إحنا شعب لازم له إبادة جماعية»، وعندها أيضا لا تنشغل بمناقشة كلامه، لأنك ستجده مع أقرب حقنة شحن عاطفى يردد بيقين «إحنا أعظم شعب فى العالم»، وهكذا «دواليه».
- لن أكذب عليك، لست منزها عن لذة الهيافة، ولذلك أعترف أن مشاهد الرقص الجماعى أمام مراكز الاستفتاء أبهجتنى، ليس لأننى ضعيف أمام البهجة أينما حلت لا تنس أن شعار (خلى الشعب يعيش) انطلق من أحد أفلامى ولكن لأننى وجدت تلك المشاهد نهاية «مسخراوية» منطقية لفيلم (موتوا بغيظكم) الذى لعب الإخوان بطولته على مدى عامين ونصف، مرددين فى كل مشاهده تلك العبارة الحقيرة على كل من كان يذكرهم بأن الديمقراطية ليست مجرد صناديق انتخابات، وأن الديمقراطية التى لا تكفل حق المعارضة ولو كانت أقلية فى التعبير الحر الكامل عن رأيها، ليست سوى أكذوبة لن يكتب لها الاستمرار طويلا.
- المصدر هنا